العالم اليوم

 إيران وإسرائيل: أي من هذه الدول يمكنها أن تؤثر على موقف طهران؟

هاجمت إيران إسرائيل مباشرة من أراضيها للمرة الأولى على الإطلاق، ليلة الأحد 14 أبريل، ردا على هجوم صاروخي استهدف مجمع السفارة الإيرانية في العاصمة السورية دمشق، وفيه قتل سبعة من أفراد الحرس الثوري الإيراني، بينهم قيادي بارز. وتتهم إيران وحلفاؤها إسرائيل بالمسؤولية عن الهجوم، فيما لم تصرح إسرائيل بمسؤوليتها عن الهجوم.

وبحسب السلطات الإسرائيلية، فقد جرى إسقاط تقريبا كل الطائرات المسيرة والصواريخ وصواريخ كروز التي أطلقتها إيران. والآن تحذر إيران من أن « أدنى تحرك » من جانب إسرائيل ضد « المصالح الإيرانية » سيؤدي إلى « رد فعل قاس وشامل ومؤلم ».

وتحاول الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ممارسة تأثير معتدل على إسرائيل.

ولكن من يملك النفوذ على إيران ويستطيع منع التصعيد، في حال ردت إسرائيل بهجوم انتقامي محتمل ضد إيران؟

قطر

بحسب مكتب الرئاسة الإيرانية، أجرى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي اتصالا هاتفيا بأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني يوم الثلاثاء (16 أبريل). وتقيم إيران وقطر علاقات دبلوماسية وثيقة، وباتتا أقرب، وخاصة خلال أزمة قطر مع جيرانها الخليجيين، بين عامي 2017 و2021، حيث جرى عزل قطر عن العالم العربي بتحريض من السعودية. واتهمت الرياض قطر، من بين أمور أخرى، بدعم الجماعات الإرهابية في المنطقة. وتشترك إيران وقطر بأنهما تدعمان حركة حماس الإرهابية.

وتعد قطر، بموافقة الحكومة الإسرائيلية، من أهم المانحين للمساعدات الإنسانية في قطاع غزة. كما تعتبر وسيطا هاما بين إسرائيل وحركة حماس. وبوساطة قطرية، اتفقت إسرائيل وحماس على وقف قصير لإطلاق النار وتبادل الأسرى في نوفمبر  2023.

سلطنة عُمان

تتحرك السلطنة ولكن بطريقة غير معلنة، ولعبت عُمان منذ وقت طويل دورا حاسما كوسيط بين إيران والولايات المتحدة. فبدون عمان، لم يكن من الممكن تصور الاتفاقيات التي تم التوصل إليها في المفاوضات خلال العقدين الماضيين بشأن البرنامج النووي الإيراني. كما تتوسط الدولة الواقعة في شبه الجزيرة العربية أيضا من أجل إطلاق سراح السجناء الأمريكيين والأوروبيين من إيران.

ونشرت صحيفة نيويورك تايمز أن الحكومة الأمريكية تواصلت مع السلطات الإيرانية، من خلال عُمان وسويسرا، منذ نهاية الأسبوع الماضي. ولا توجد علاقات دبلوماسية بين الولايات المتحدة وإيران. لذلك يجب أن يتم الاتصال عبر دول ثالثة.

السعودية

تعد السعودية تاريخيا الخصم الإقليمي لإيران. كما تعد أيضا حليفا هاما للولايات المتحدة. وعلى الرغم من الاعتراض في العالم العربي، كانت السعودية قد خططت للتطبيع مع إسرائيل قبل الهجوم الإرهابي الذي شنته حركة حماس الإسلاموية المتطرفة على إسرائيل في أكتوبر 2023. وتوقفت هذه العملية السياسية بعد اندلاع الحرب.

وتدعو الحكومة السعودية إلى وقف إطلاق النار في غزة وتنتقد الإجراءات الإسرائيلية في القطاع الساحلي. ومع ذلك، يقول مطلعون على ما يجري خلف الأبواب المغلقة إن السعودية لا تزال مهتمة بتحسين علاقاتها مع إسرائيل. ولأسباب اقتصادية، ليس للسعودية مصلحة في تصعيد العنف في المنطقة.

وكانت المملكة معادية لإيران لسنوات عديدة. ولم يتم تطبيع العلاقات بينهما إلا في عام 2023 من خلال وساطة الصين. وتبادل البلدان السفراء مرة أخرى، وزادا من حجم التجارة الثنائية بينهما، بل وناقشا التعاون الدفاعي.

ورغم ذلك، ليس للسعودية تأثير كبير على إيران. ويقترح وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان الصين كوسيط. وقال وزير الخارجية السعودي في محادثة مع نظيره الصيني إن بلاده لديها توقعات كبيرة بأن تلعب الصين دورا نشطا ومهما في إعادة الوضع المتصاعد في الشرق الأوسط إلى طبيعته.

الصين

ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن بكين تريد منع المزيد من التصعيد في الشرق الأوسط. والصين هي الشريك التجاري الأكثر أهمية لإيران. ويتعاون البلدان أيضا عسكريا.

وزير الخارجية الصيني وانغ يي أجرى اتصالا هاتفيا بنظيره الإيراني قبل يومين، ودعا فيه طهران إلى ضبط النفس. وأكد وانغ أيضا أن الصين، باعتبارها دولة تتمتع بحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي، أدانت الهجوم الصاروخي على مبنى السفارة الإيرانية في دمشق. ولكن لم يتمكن مجلس الأمن من التوصل إلى اتفاق بشأن إدانة الهجوم.

ويرى جيمس دورسي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة نانيانغ التكنولوجية في سنغافورة، أن « الصين لا تريد أن يخرج الوضع في الشرق الأوسط عن نطاق السيطرة. وتواجه البلاد بالفعل ارتفاع تكاليف النقل وزيادة كبيرة في مخاطر إمدادات الطاقة ».

ولكن الصين، يضيف دورسي في حديث لصحيفة زاوباو السنغافورية، تفتقر إلى قنوات اتصال مع تل أبيب. « الشيء الوحيد الذي يمكن للصين أن تفعله هو مناشدة إسرائيل، مع المجتمع الدولي، تجنب التصعيد والالتزام بضبط النفس مع إيران ».

روسيا

تتمتع روسيا تقليديا بعلاقات سياسية جيدة مع كل الأطراف المعنية: إسرائيل والفصائل الفلسطينية والسعودية وإيران. وتعتبر روسيا حليفا وثيقا لإيران. وفي ظل العقوبات الأمريكية، عملت طهران وموسكو على توسيع تعاونهما. وتقوم إيران بتزويد الجيش الروسي بطائرات مسيرة لاستخدامها ضد أوكرانيا.

ويؤدي التوتر المتزايد بين إيران وإسرائيل إلى صرف الاهتمام الإعلامي عن الحرب في أوكرانيا. فهل روسيا مهتمة حقا بخفض التصعيد في الشرق الأوسط؟

يقول الخبير العسكري الإسرائيلي ديفيد شارب في حوار مع DW: « كل ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار الطاقة، وخاصة ارتفاع أسعار النفط، هو مفيد لروسيا، على الأقل على المدى القصير وحتى على المدى المتوسط »، ويضيف: « لكن إذا تورطت إيران في حرب كبرى وشُنت حرب ضد إيران، فسيكون من الممكن، نظريا، تقييد إمدادات الأسلحة الإيرانية إلى روسيا ».

ودعت موسكو إسرائيل وإيران إلى ضبط النفس. وأكد أمين مجلس الأمن الروسي، نيكولاي باتروشيف، يوم الاثنين (15 أبريل) في اتصال مع رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، زاخي ها-نيغبي، على ضرورة « ضبط النفس من قبل جميع أطراف الصراع في الشرق الأوسط، من أجل منع التصعيد ». وشدد باتروشيف على أن روسيا ترى أن « الخلافات في الرأي يجب أن تُحل حصريا من خلال الوسائل السياسية والدبلوماسية »، حسبما ذكرت الوكالات الروسية.

تركيا

تدعم تركيا الموقف الفلسطيني منذ الأيام الأولى للصراع في الشرق الأوسط. وفي الأسبوع الماضي، أعلنت أنقرة فرض عقوبات اقتصادية على إسرائيل. وتخشى الحكومة التركية أيضا من تصاعد التوتر والعنف بين إيران وإسرائيل، ودعت الطرفين إلى ضبط النفس.

« على عكس الدول الأخرى في المنطقة مثل قطر وعمان والسعودية، تمتلك تركيا حدودا برية طويلة مع إيران »، تقول غولرو غيزير، الدبلوماسية ومديرة قسم السياسة الخارجية في مؤسسة أبحاث السياسة الاقتصادية التركية. وتضيف: « قد يكون لعدم الاستقرار المحتمل في إيران المجاورة عواقب وخيمة على تركيا، خاصة فيما يتعلق بالهجرة من إيران. ولسوء الحظ، كان على تركيا تجربة ذلك مع الحروب في سوريا والعراق ».

أعده للعربية: ف.ي

          

‫3 تعليقات

  1. يبدو انكم لا تقرؤون المقال .. هناك في في المقال عدة دولة التي اقترحها التقرير للتدخل لاقناع طهران بالعدول عن الحرب .. قطر.. سلطانة عمان..السعودية..تركيا .. الصين ..روسيا .. تكتفون بالتعليق على العنوان .. إيران إسرائيل يعني النزاع والحرب ..والسؤال يعني دول المنطقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى